کتاب من لا یحضره الفقیه — الجزء الثانی

باب ما جاء فیمن یضعف عن الصیام من شیخ أو شاب أو حامل أو مرضع

1947 روى العلاء، عن محمد بن مسلم قال: " سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول: الشیخ الکبیر والذی به العطاش لا حرج علیهما أن یفطرا فی شهر رمضان ویتصدق کل واحد منهما فی کل یوم بمد من طعام ولا قضاء علیهما، فإن لم یقدرا فلا شئ شئ علیهما "(1).
1948 وروى عمار بن موسى عن أبی عبدالله علیه السلام " فی الرجل یصیبه العطش حتى یخاف على نفسه، قال: یشرب بقدر ما یمسک رمقه، ولا یشرب حتى یروی "(2).

(1) أى لم یقدرا على التصدق.
ویحتمل أن المراد أنه ان لم یقدرا على الصوم أى أصلا حتى مع المشقة فلا شئ علیهما من الکفارة والاثم بترک الصوم، فیکون المراد فی أول الکلام من یقدر على الصوم لکن بمشقة ویؤیده لفظة " لا حرج " فانه مع عدم القدرة أصلا یجب الافطار فلا یلائمه نفى الحرج (سلطان) وظاهر الحدیث الاکتفاء بالمد کما ذهب الیه جماعة، وذهب الشیخ فی النهایة على المحکى إلى وجوب مدین فان لم یقدر فمد لما فی بعض الاخبار، وربما حمل المدین على الاستحباب.
(2) قال فی المدارک: هل یجب على ذى العطاش الاقتصار من الشرب على ما تندفع به الضرورة أم یجوز له التملى من الشراب وغیره؟ قیل بالاول لروایة عمار وقیل بالثانى وهو خیرة الاکثر لاطلاق سائر الاخبار، ولا ریب أن الاول أحوط انتهى.
وقال العلامة المجلسى رحمه الله ظاهر روایة عمار أنها فیمن أصابه العطش اتفاقا من غیر أن تکون له علة مقتضیة له مستمرة وظاهر أخبار الفدیة أنها وردت فی صاحب العلة فلا یبعد أن یکون حکم الاول جواز الشرب بقدر سد الرمق والقضاء بدون فدیة، وحکم الثانى وجوب الفدیة وسقوط القضاء وعدم وجوب الاقتصار على سد الرمق.

" وعلى الذین یطیقونه فدیة طعام مسکین " قال: على الذین کانوا یطیقون الصوم ثم أصابهم کبر أو عطاش أو شبه ذلک فعلیهم لکل یوم مد ".